قصة سيدنا موسى عليه السلام - ج2 - تلقى الرسالة ودعوة فرعون -قصص الانبياء - prophets stories
قصة سيدنا موسى عليه السلام – ج2
تلقى الرسالة ودعوة فرعون
بعد أن خرج موسى من مصر خوفا من فرعون
وجنودة واتجه إلى مدين في جنوب الأردن، فلما وصل إليها وجد قومًا يتجمعون حول بئر
يسقون منه دوابهم وأنعامهم، ووجد فتاتين تقفان -ومعهما أغنامهما- بعيدًا عن الماء؛
خوفًا من مزاحمة الرجال، فأخذ منهما الوعاء وسقى لهما ثمَّ ذهب وجلس فى الظل تولى
إلى الظل، وهو يدعوالله – سبحانه وتعالى- ويشكره على نعمه
{ فَسَقَىَ لَهُمَا ثُمَ تَوَلَىَ إِلَىَ
الظِلِ فَقَالَ رَبِ إِنْىِ لِمَا اَنْزَلْتَ إِلَىَ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } القصص ( 24 )
ولمّا عادت الفتاتان إلى أبيهما شعيب عليه
السّلام، وقد كان شيخًا كبيرًا، وقصّتا عليه خبر موسى عليه السلام، قال لهن اذهبا
فادعواه إلي .
فلما دعوته الفتاتان لمقابلة ابيهما ولما
جاء موسى وجلس مع شعيب عليه السلام قص موسى ما حدث معه؛ فَطَمْأنه شعيب وقال له لا
تخف فلقد نجوت من القوم الظالمين ثم عرض عليه أنْ يزوجه إحدى ابنتيه، مقابل أن
يعمل عنده في رعي الأغنام، فوافق موسى عليه السلام على ذلك، وأقام في مدين.
وبعد سنوات خرج موسى مع أهله من مدين
متجهًا إلى مصر، ولمّا وصل إلى طور سيناء ضل الطريق، وقد رأى نارًا فطلب من أهله
الانتظار، حتى يذهب إلى مكان النّار، ويأتي منها بشعلة؛ فلمّا وصل إليها ناداه
الله -جلّ وعلا-، قال تعالى:-
{ إِذ رَأى نارًا فَقالَ لِأَهلِهِ
امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَى
النّارِ هُدًى (10) فَلَمّا أَتاها نودِيَ
يا مُوسَى (11) إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ
طُوًى (12) وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يُوحَى (13) إِنَّني أَنَا اللَّـهُ
لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري (14) إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةُ
أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى (15) }
وصل موسى إلى مصر ليدعوا أهله إلى
عبادة الله وحده لا شريك له ومعه أخوه هارون وعندما وصل الخبر إلى فرعون وذهب إليه
موسى ليخبره عن الدعوة، وأنه مرسل من عند الله الواحد الأحد، لم يقتنع فرعون بكلام
موسى فأراد عليه السلام ان يؤكد له بأنه مرسل من عند الله، وهنا ظهرت معجزات سيدنا
موسى عليه السلام وأولها أنه رمى عصاه على الأرض فاهتزت وتحولت إلى أفعى كبيرة،
والثانية أنه أخرج يده من جيبه فتحولت بيضاء لا يوجد بها اي ضرر أو سوء.
لكن فرعون الملك الجبار والمتكبر لم
يرد أن يتبعه أحد وأراد إثبات أنه ساحر يريد اخذ الملك منه والذهاب ببني إسرائيل،
لذلك قرر جمع السحرة جميعاً في يوم واحد مع موسى ليقوم نزال بينهم ونرى من الفائز،
وكان هذا يوم عيد فى مصر يسمى يوم الزينة.
وعندما جاء يوم النزال واجتمع الناس جميعا وبالطبع اجتمع السحرة
وموسى وهارون، وعندها طلب منهم موسى بأن يلقوا ما في أيديهم أولاً
فلما القى السحرة حبالهم وعصيهم خيل
للناس أنها تحولت إلى ثعابين، وعندها خاف موسى قليلاً من الخسارة، ولكن الله أيده بكلمته
وألقى عصاه فإذا هي أكبر ثعبان استطاع أن يبتلع كل ما ألقي من السحرة. وهنا خر
السحرة جميعهم ساجدين حيث آمنوا بأن هذا لم يكن سحراً وكان حقيقة، وأمنوا برب موسى
وهارون وترك فرعون.
{ قَالوا يَا مُوسىَ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُهُم يُخَيَلُ إِلَيِهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَهَا تَسْعَى (66) فَأوجَسَ فىِ نَفسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلنَا لَا تَخفْ إِنَكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَألقِ مَا فىِ يَمِيِنِكَ تَلْقَف مَا صَنَعُوا إِنَ مَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَاحِرُ حَيثُ أتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } سورة طه
لم يستطع فرعون قبول هذا الأمر، ولذلك
امر بتعذيب السحرة وقطع ايديهم وارجلهم من خلاف وتعليقهم في جذوع النخل جميعاً حتى
يموتوا.
أراد الله تثبيت سيدنا موسى وما يدعوا
له ولذلك أرسل على فرعون وجنوده أنواعاً مختلفة من العذاب منها القمل والضفادع
والدم، وعندما كان ينزل عليهم العذاب كان يدعي فرعون وقتها أنه يريد السلام مع
موسى وأنه سيترك بني إسرائيل معهم بشرط أن يدعوا موسى ربه بإزالة البلاء عنهم.
ولكنه كان يخلف بوعده ولا يجب الوثوق به ؛ حيث كان يعود لتعذيب من يؤمن بنبي الله
موسى ويزيد من عذابه حتى يتركو عبادة الله وحده.
وعندما زاد العذاب على بني إسرائيل
أراد نبي الله موسى إخراج أهله ومن تبعهم في دين الله من مصر ليخلصهم من عذاب
فرعون، ولكن تبعهم فرعون وجنوده إلى ضفاف البحر وأخذ موسى يدعوا ربه ليخرجه من هذا
الأمر، فأوحي إليه ربه أن اضرب بعصاك البحر، وكانت هذه معجزة أخرى من معجزات موسى
عليه السلام بأن ينفلق البحر ويكون لهم طريق إلى الجانب الأخر ليهربوا من فرعون
وجنوده.
وعندما حاول فرعون اللحاق بهم وبينما
هو يعبر هذا الممر في النهر، وإذا بعذاب الله على فرعون حيث أطبق عليهم جانبي
النهر ليغرقوا جميعاً ويأخذ جزائه على ما فعله ببني إسرائيل وما نكث من وعود مع
نبي الله موسى عليه السلام.