قصة سيدنا موسي عليه السلام - ج1 - سلسلة قصص الأنبياء - prophets stories
وُلد موسى عليه السلام في مصر، ويرجع
نسبه إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السّلام؛ فهو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر
بن لاوى بن يعقوب بن إسحاقبن إبراهيم عليهم السّلام.
وقد كانت مصر في ذلك الوقت تحت
حكمفرعون، الذي كان حاكمًا ظالمًا؛ فقد تجبر
وطغى وبغى وجعل أهل مصر شِيَعًا، ( أي: أحزابًا متفرقين )
وكان يخشى على ملكه من بني إسرائيل، فأصدر مرسومًا يقضي بقتل كلّ مولودٍ
ذكرٍ يُولَدُ مِنْهُم، ولمّا قَلَّ عددهم وقد كبر رجالهم، وصاروا غير قادرين على
الخدمة، قرر فرعون أنْ يقلل من قتل أطفالهم الذكور، فصار يعفو عامًا، ويقتل عامًا،
وقد وُلِد هارون -عليه السّلام- في عام العفو،
أمّا موسى عليه السلام فقد ولد في عام القتل، لذا خافت عليه أمُّهُ خوفًا شديدًا؛
فألهمها الله -جلَّ وعلا- أن ترضعه، ثمَّ تضعه في صندوق، وتلقيه في الْيَمِّ، وأنْ
لا تخاف ولا تحزن؛ فالله -سبحانه وتعالى- قد تكفّل بحفظه، وسيرُدُّه إليها سالمًا؛
فوضعته في صندوق، وألقته في نيل مصر، وطلبت من أخته أن تَتْبَعه، فَحَمَله النهر
إلى قصر فرعون، وهناك رأته امرأة فرعون، وقد ألقى الله -سبحانه وتعالى- في قلبها
محبته، فقالت لفرعون: لا تقتله، ودعنا نربيه؛ ليكون قرة عين لي ولك، وعسى أن
ينفعنا، أو نتخذه ولدًا؛ فنحن لم ننجب، قال تعالى:
{ وَقَالَتِ امْرَأَتُ
فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ
نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }
ثم بحثوا له بين المرضعات عن
مرضعة؛ فامتنع عن الرّضاعة منهن، حتى سمعت أخت موسى عليه السلام بالخبر؛ فذهبت إلى
القصر، وأخبرتهم أنّها تعرف مرضعة قد يقبل بها الطفل، وكانت تقصد أمّ موسى عليه
السلام، وهكذا تحقق وعد الله -سبحانه وتعالى- لأمّ موسى عليه السلام، فعاد إليها
طفلها، وبقي عندها طوال فترة الرّضاعة.
وبعد أن أتم فترة الرّضاعة عاد موسى
-عليه السلام- إلى قصر فرعون، وهناك تربى وترعرع، وذات يوم وهو يسير في شوارع
المدينة، رأى رجلًا من قومه يتقاتل مع رجل من قوم فرعون؛ فاستنجد الذي من قوم موسى
بِهِ؛ فدفع موسى عليه السلام الرجل الذى من قوم فرعون بيده؛ فسقط على الأرض ميتًا،
ولم يكن موسى عليه السلام يقصد قتله، بل كان يدافع فقط عن مظلومٍ الذى استنجد به،
وقد استغفر ربه فغفر الله -سبحانه وتعالى- له وعفا عنه، وقد انتشر خبر مقتل
الفرعوني، وبدأ فرعون وجنوده يبحثون عن موسى عليه السلام، وفي تلك الأثناء جاء رجل
من أقصى المدينة يحذر موسى، وينصحه بالخروج من مصر؛ فاستجاب موسى عليه السلام
لنُصْح الرجل، وغادر مصر متضرعًا إلى الله -سبحانه وتعالى- أن ينجيه من القوم
الظالمين.